البشبيشي: اختلاس الإخوان لأموال التبرعات.. نهج ممتد من حسن البنا إلى شبكات تركيا

قال طارق البشبيشي، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، إن ملف سرقة الإخوان لأموال التبرعات «قديم ومتجذّر»، مؤكدًا أن جذوره تعود إلى عهد مؤسس الجماعة حسن البنا، الذي جمع تبرعات من الشعب المصري لفلسطين رغم ضيق حاله في ذلك الوقت، ثم استخدمها  لشراء سلاح للتنظيم السري المسلّح الذي أسسه لاغتيال خصومه السياسيين.

وأضاف البشبيشي أن تكرار وقائع اختلاس أموال الدعم الموجّه لفلسطين اليوم «ليس حدثًا جديدًا»، بل «سلوك ملازم لكل مراحل تاريخ الإخوان المشبوه».

وكان الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة ماهر فرغلي قد نشر منشورًا أكد فيه أن جماعة الإخوان سرقت نصف مليار دولار من أموال التبرعات لقطاع غزة في حملة واحدة، مستشهدًا ببيان رسمي سابق أصدرته حركة «حماس» عام 2024 اتهمت فيه الإخوان في تركيا بالاستيلاء على المبلغ الضخم.

وبحسب فرغلي، بدأت القصة عندما كشف شاب حمساوي يدعى خالد حسن فساد جمعية «وقف الأمة» التي أسسها إخوان الأردن، ويشرف عليها مجموعة من القياديين، بينهم: سعيد أبو العبد، يزيد نوفل، فؤاد الزبيدي، عبد الله سمير، خلدون حجازي، أحمد العمري، وزيد العيص.

وأوضح أن الجدل تصاعد بعدما دخل محمد المختار الشنقيطي في مواجهة علنية مع الشاب المبلّغ، الأمر الذي دفع «حماس» للتدخل لإصدار بيان أكدت فيه أن «وقف الأمة» والإخوان في تركيا استولوا بالفعل على نصف مليار دولار من أموال التبرعات المخصصة لغزة.

وأشار فرغلي إلى أن «وقف الأمة»، الحملة التي يُتهم مسؤولوها بسرقة المبلغ، تشرف عليها شخصيات دينية بارزة يعيش معظمها في إسطنبول، وتمارس نشاط جمع التبرعات منذ عام 2013، وأطلقت أكثر من 2000 حملة خلال السنوات الماضية.

وفي الأيام الأخيرة، أطلقت الجمعية حملة تسويق واسعة شارك فيها إعلاميون من قناة الجزيرة وعدد من الشيوخ والدعاة، وشملت وسائل إعلام فضائية ومكتوبة وإلكترونية، إلى جانب تنظيم مؤتمرات في تركيا لحشد التبرعات.

وأكد الباحثان أن هذه الوقائع تعيد التأكيد على «النمط التاريخي» للإخوان في استغلال القضايا العادلة وعلى رأسها فلسطين لجمع الأموال، ثم توجيهها لأغراض تنظيمية بعيدة تمامًا عن مساعدة المحتاجين.